من البديهيّ أن تكون قد تلقيت دعوة من أحد الأصدقاء هدفها أخذ رأيك بمشروع جديد…

وتبدأ الحكاية بوصولك إلى أحد أهمّ الفنادق اللبنانية Le Royal  في منطقة ضبيّه… ويبدا الإبهار حين ترى الكمّ الهائل من الناس الّذين يتوافدون إلى الصّالة… تطلّ عليك بعد قليل فتاة تدعى “جنان” فيها كلّ صفات المضيف الذكيّ والناجح الّذي يتمتّع بموهبة الإقناع وإدارة الحديث…وتعد الجميع بسهرة أكثر من رائعة في PIER7  تضمّ أهل الصحافة والإعلام لإطلاق المشروع بحضور صاحب الشركة…
تعتمدُ بطرحها المشروع على مؤثرات بصريّة وسمعيّة كي تثدعّم فكرة المشروع…
باختصار, عملهم يقتصر على خلق برنامج يُحمّل على الهواتف المحمولة اسمه CUBE7  بالإضافة إلى موقع رسميّ تابع له… وذلك كي يكون مشروع يُنافس “فيسبوك” بما أنّه وحسب قول الفتاة يجمع كل أمور الّتي يقوم بها متصفّح الإنترنت في موقع واحد وذلك بهدف ربح المال…

كل ذلك كان طبيعيّ ومنطقيّ… إلّا حين تطرّقت إلى موضوع أن الوقت يُداهمهم وهم مجموعة من الشباب قد

استطاعت أن تحصل على حصرية المشروع بعد شدّ حبال مع دولة الإمارات العربية… وفي سبيل تطوير المشروع و التسويق: تدعو الحاضرين ان يكونوا شركاء معهم في الشركة عن طريق تخصيص لهم حصص من الأرباح تتضاعف كل ما كثر عدد المنضمّين…
يُذكّر أنّ البرنامج يتبع لشركة ألمانية تُدعى BONOFA وهي تمللك 14 منتج آخر شبيه له.

وبعد لفّ ودوران وحبكة متقنة بطريقة هندسيّة لإبهار الحاضرين وإيهامهم بأنهم سيصبحون من اصحاب الملايين لدى انضمامهم لهم عن طريق دفع مبلغ من المال يتراوح حسب “طموح” الفرد ورغبته… Normal – Premium – VIP

يُذكّر أن العملة المستعملة هي “اليورو” وهذا أمر يطرحُ تساؤلات عدّة إضافة إلى أنّ العقد بين الشركة والفرد تكون على شبكة الإنترنت!! أي Online  وهذا ايضاً يطرحُ عدّة تساؤلات…

وإن أردنا أن نتقدذم بملاحظات… فيمكننا ان نملأ دواوين ودواوين… أمّا ما قد علمناه من مصادرنا: أنّ الشباب هم موظفون في شركة BONOFA ويتقاضون مبالغ مالية لقاء ما يفعلونه من بيع وهم للناسأ ي ما يُسمّى المخطط الهرمي أو Pyramid Schemes  الإسم المتعارف عليه أكثر في سوق إدارة الأعمال والمال.

ما هو المخطط الهرمي للتسويق؟

المخطط الهرمي ياتي في صياغات عدة ومن الصعوبة اكتشافها من اول ملاحظة. ولكن, القاسم المشترك بينها جميعها هو وعد المستثمر بارباح عالية وان العمل هو عبارة عن عمل اضافي يمكن بسهولة عمله في وقت الفراغ. ويعتمد المخطط على اقناع اكبر عدد من الاشخاص للانضمام ويقوم هؤلاء باقناع اعداد اخرى للانضمام الى المخطط وذلك دون وجود اي استثمارات حقيقية او مبيعات لعامة المواطنين.
بعض المخططات الهرمية تدعي انها تبيع منتجات ولكن في الحقيقة هذه المنتجات هي عبارة عن ستارة تخفي بها الشركة مخططها الهرمي. هناك علامتين مميزتين يمكنك من خلالها معرفة ان كان هذا العمل هو مخطط هرمي, تكدس في كمية المنتج و عدم وجود تسويق جيد لهذا المنتج عند تسويقه في المفرد( قطاعي) .

التكدس دائما يحدث عندما تقوم الشركة باجبار الاعضاء على شراء منتجات اكثر من قدرتهم التسويقية وبعد ان

دفعوا فيها اموال مبالغ فيها. اذا حدث هذا في جميع اقسام المبيعات في الشركة فان الذين في قمة الهرم يحصلون على ارباح عالية جدا , رغم ان لا منتج او قليل جدا من هذه المنتجات قد يكون تم تسويقه الى العامة. الغالبية من الاعضاء في اسفل الهرم يقومون بدفع الكثير من الاموال فقط لذيادة مخزونهم من هذه المنتجات السيئة التسويق وهذا في نفسه دليل على ان هذه الشركة عبارة عن مخطط هرمي.

شركات المخطط الهرمي دائما ما تحاول اقناع اعضائها ان منتجاتها ذات قيمة تسويقية هائلة ولكن, بنظرة سريعة يمكنك اكتشاف ان المبيعات تجرى داخل الهيكل الهرمي فقط وبمعنى آخر ان الاعضاء يقومون ببيع المنتجات لبعضهم البعض؟! وليس لعامة المستهلكين!.

إذاً باخنصار هذه المجموعة, تقوم ببيع للناس وهم وتعدهم بأرباح خياليّة تكون صحيحية في بادئ الأمر… ولكن سرعان ما تنحسر وتتقلّص… فيذوب الثلج ويبقى المرج… فيكتشف الفرد انّه كان “ضحيّة” كمين نُصب لهُ… ولا ينتهي الأمر هنا بل يتعدّاه إلى الأفراد الأخرين الّذي قام بدعوتهم للمشاركة في المشروع ومساعدته… فيكون قد ورّط نفسه بالإضافة إلى غيره من الأشخاص….وتكبر كرة الثلج… وتضيع أموال اللبنانيين… وتتمّ عملية النصب بنجاح…

وهنا نستذكر إحدى أكبر عمليات الاحتيال المالي في التاريخ، بطلها  Bernard Madoff صاحب إحدى اهم

شركات الإستثمار في Wall Street وزوجته الّلذان حاولا الانتحار ليلة عيد الميلاد عام 2008، في منزلهما الفاخر في وسط نيويورك كي لا ينكشف أمرهما… ولكنهما لم ينجحا وتمّ القبض عليهما…

وحُكم عليه بالسجن لمّدة 150عاماً بسبب عمليات احتيال وصلت قيمتها إلى  65 ميليارد دولار اميريكي… وذلك في 29 حزيران 2009…
نُذكّر أنّ وسيلة الإحتيال التّي استعملها عُرفت باسم Ponzi scheme  وهذا ما قمنا بالإضاءة عليه في مقالنا هذا…

في الختام, نضع كل ما قضمناه برسمكم  ويبقى الحكم الأول والأخير… لكم… إن كنتم موافقين على المشاركة في مثل هذه العملية الإحتياليّة المبطنّة والتي نهايتها محتّمة ومتوقّعة والتاريخ يشهد على ذلك… أو كسب رزقكم من عرق جبينكم فيبقى ضميركم مرتاح ويقظ… حينها يبارك الّله رزقكم ويزيده أكثر وأكثر…